الذكاء الاصطناعي يتعرف على 72 نبضة راديوية قد يكون مصدرها مجتمعات عاقلة

يتطلب البحث عن الحياة خارج كوكبنا قضاء وقت كبير لتمييز الإشارات القادمة من الفضاء وفصلها عن الأصوات الأخرى. ومن حسن حظنا أن الذكاء الاصطناعي ماهر جدًا في إنجاز هذه المهمة تحديدًا.

وصف باحثون في دراسة حديثة نشرتها مجلة «ذا أستروفيزيكال،» كيفية استخدام البيانات التي سبق أن جمعت من التدفقات الراديوية السريعة؛ وهي نوع من النبضات الغامضة التي تصلنا من مسافة مليارات السنين الضوئية. وتستخدم هذه البيانات لتدريب الشبكة العصبية على إيجاد عشرات التسجيلات المطابقة لهذه النبضات التي جمعت مسبقًا.

التدفقات الراديوية السريعة والتي تعرف أيضًا باسم «الصافرات الكونية» هي نبضات طاقة قصيرة وقوية تنبعث من الفضاء السحيق. لم يتمكن العلماء من معرفة مصدرها بعد، لكنهم وضعوا بعض النظريات؛ منها أن تكون صادرة عن ثقوب سوداء أو نجوم نيوترونية ممغنطة، أو أن تكون إشارات إرسالية مصدرها مجتمع عاقل.

إن هذه التدفقات الراديوية السريعة قصيرة جدًا، ومن الممل قضاء وقت طويل للاستماع إلى البيانات الصوتية الطويلة المسجلة للفضاء بحثًا عنها. الأمر الذي يجعل الاستعانة بالذكاء الاصطناعي للعثور عليها أمرًا منطقيًا.

درب الباحثون في جامعة كاليفورنيا في بركلي خوارزميتهم الخاصة للكشف عن التدفقات الراديوية السريعة، مستعينين بالنبضات التي سبق لهم التقاطها وتسجيلها. وبعد إكمال التدريب زودوها ببيانات تستمر لخمس ساعات من النشاط الراديوي الذي جمع من جزء معين من الفضاء، والذي عادة ما تتكرر فيه هذه النبضات. وتمكنت الخوارزمية من التعرف على 72 تدفق راديوي سريع في هذه المجموعة من البيانات فقط، لترفع بهذا عدد الإشارات الملتقطة إلى نحو 300 إشارة من مصدر واحد فقط.

قال «أندرو سيميون» مدير مركز الأبحاث في جامعة بركلي، «هذه عملية مهمة لأنها تساعدنا في فهم السلوك الديناميكي للتدفقات الراديوية السريعة بصورة مفصلة وتقدم نتائج واعدة باستخدام تقنية تعلم الآلة في الكشف عن الإشارات التي غفلت عنها الخوارزميات التقليدية أيضًا.»

يعتقد فريق جامعة بركلي أن هذه المعلومات قد تساعد رواد الفضاء وتشجعهم على إيلاء المزيد من الاهتمام للتدفقات الراديوية السريعة. ويأملون أيضًا أن تلهم آخرين للبحث عن طرائق لتطبيق الذكاء الاصطناعي على علم الفلك الراديوي.

The post الذكاء الاصطناعي يتعرف على 72 نبضة راديوية قد يكون مصدرها مجتمعات عاقلة appeared first on مرصد المستقبل.

Original Article

شاهد أيضاً