التمكين وأصحاب الهمم

محمد إبراهيم

منذ أيام انطلقت الحملات الدعائية لمرشحي المجلس الوطني الاتحادي. تزاحمت في تلك الأيام المعدودة البرامج الانتخابية، وأبدع كل مرشح في استعراض خططه وأهدافه خلال المرحلة المقبلة. نعم المشهد مصدر للفخر والاعتزاز، لاسيما أن المجتمع بكامل فئاته يتسابق لخدمة ورفعة الوطن.
أصحاب الهمم كانوا القاسم المشترك ضمن معظم البرامج الانتخابية للمرشحين في الأسبوع الأول، فوجدنا قضاياهم وقد تم طرحها باستفاضة، وتسابقت المقترحات لتذليل التحديات التي تواجههم في معظم مناحي الحياة، وتوالت الخطط لتفعيل دمجهم في المجتمع تعليمياً ووظيفياً ومعنوياً.
لم يقتصر الأمر على أن تتصدر هموم واحتياجات أصحاب الهمم البرامج الانتخابية فحسب، بل وجدنا عناصر فاعلة من أصحاب تلك الفئة، تدخل المنافسة في العرس الانتخابي، وتقدم برامج ومقترحات تستحق التقدير والثناء، لاسيما أنها لم تركز على معاناتهم أو احتياجاتهم، بل جاءت جميعها لتركز على نهضة الوطن وخدمة المواطن.
الحق يقال إن الإمارات كثفت الجهود ورصدت المبادرات النوعية، لدمج أصحاب الهمم في جميع المجالات بدءاً بالتعليم مروراً بسوق العمل ووصولاً للمعترك الانتخابي للبرلمان، فضلاً عن توجيهات القيادة الرشيدة لجميع أفراد ومؤسسات الدولة للارتقاء بتلك الفئة والاهتمام بها، وعدم إغفال دورها أو أقصائها في المجتمع.
نعم كانت الإمارات ولا تزال صديقة لأصحاب الهمم. تقدر تماماً دورهم داخل المجتمع، وتحرص دائماً على خلق بيئة نموذجية تضمن لهم التحرك والمشاركة والسعادة في وطنهم. ولا شك أن الجهود ما زالت مستمرة، ولا شك أيضاً أن نجاحهم مرهون بإخلاص فئات المجتمع في عملية دمجهم في مختلف مناحي الحياة.
ولكن على الرغم من الجهود المبذولة، والمبادرات النوعية من القيادة الرشيدة للدولة في هذا الإتجاه، إلا أن هناك بعض المؤسسات والهيئات لم تعِ أهمية دمج أصحاب الهمم، وحقهم في المشاركة لرفعة وطنهم، ودورهم الفاعل في النهوض بالمجتمع ومؤسساته. نعم الدعم موجود ولا جدال، ولكن لا بد من التمكين، لكي نصل إلى آليات دمج حقيقة، وهذا لن يتحقق إلا بتطبيق واعٍ
، وجهود مخلصة من الجميع، ليشعر أصحاب تلك الفئة بفاعلية دورهم وقدرتهم على العطاء وتحقيق الإنجازات.
نعم اتسمت انتخابات الدورة الحالية بالوطنية والولاء والحماس لدى جموع المرشحين، فالجميع يعمل بقلب رجل واحد، من أجل إنجاح هذا المحفل الوطني، الذي أصبح محط الأنظار في جميع دول العالم، ولكل مرشح وضع أصحاب الهمم أحد محاوره وأهدافه المستقبلية الشكر والتقدير، لإدراكه أهميتهم ودورهم الفاعل في المجتمع.
أما أصحاب الهمم فهم فئات جديرة بالتحية والتقدير والثناء، بعد المشهد المشرف الذي جسدوه في عرس الانتخابات الحالية، بدخولهم المعترك الانتخابي وخوض المنافسة بكل شرف ونزاهة وهمة ومسؤولية. فقد أثلجت قلوبنا برامجهم الانتخابية بما تتضمنه من أفكار واعدة تحاكي مصلحة الوطن والمواطن.

Moh.ibrahim71@yahoo.com

Original Article

شاهد أيضاً