الترسانة الهجومية ترشح برشلونة للاحتفاظ بلقب الليجا

بغض النظر عما إذا كان سيستعيد خدمات نجمه البرازيلي نيمار، من باريس سان جيرمان الفرنسي، قبل غلق باب الانتقالات في الثاني من سبتمبر/‏أيلول المقبل من عدمه، يبدو برشلونة مرشحاً فوق العادة للاحتفاظ بلقبه والتتويج بطلاً لإسبانيا للمرة التاسعة في الأعوام ال12 الأخيرة؛ نظراً للترسانة الهجومية الرهيبة التي يمتلكها. فبعد أن أنهى الموسم المنصرم متقدماً بفارق 11 نقطة على أتلتيكو مدريد، تعاقد الفريق الكتالوني مع مهاجم الأخير الفرنسي أنطوان جريزمان في صفقة بلغت 120 مليون يورو، لينضم إلى الكتيبة الهجومية المكونة من الأرجنتيني ليونيل ميسي، والأوروجوياني لويس سواريز، ومواطنه عثمان ديمبيلي، حتى إن البعض يعتبر ضم نيمار ترفاً، ليس إلا.
كما ضم برشلونة صانع ألعاب أياكس أمستردام الهولندي فرينكي دي يونج، مقابل 75 مليون يورو، ليعزز خط وسطه الذي يضم أيضاً البرازيليان فيليبي كوتينيو وارتور ميلو، إضافة إلى المخضرمين الكرواتي إيفان راكيتيتش، وسيرجيو بوسكيتس، والظهير الأيسر الدومينيكاني الإسباني جونيور فيربو، القادم من ريال بيتيس، لينافس جوردي ألبا في هذا المركز. ولا شك في أن قدوم جريزمان سيعزز القوة الضاربة في الخط الأمامي، ليس فقط من ناحية تسجيل الأهداف؛ بل صناعتها أيضاً.
وفي المقابل، قد يحتاج دي يونج، إلى بعض الوقت لكي يتأقلم مع الأجواء الجديدة، علماً بأن النقاد يرشحونه لخلافة بوسكيتس في السنوات المقبلة. ولم يخض بوسكيتس أفضل مواسمه العام الماضي، لكن وجود دي يونج، وراكيتيتش، وميلو، والصاعد كارليس ألينا، من شأنه أن يسهم في استحواذ برشلونة على الكرة بنسبة أكبر. وستكون الأنظار مسلطة على مدرب الفريق فالفيردي الذي كاد يدفع ثمن الخروج المذل أمام ليفربول في نصف نهائي دوري الأبطال، على الرغم من تقدمه 0-3 ذهاباً في كامب نو، وذلك لسقوطه المدوِّي على ملعب أنفيلد برباعية تاريخية، لكن ميسي سارع إلى الدفاع عن مدربه، مشيراً إلى أنه «لا يتحمل مسؤولية ما حصل».
وعلى الرغم من إحراز برشلونة اللقب المحلي 8 مرات في المواسم ال11 الأخيرة، وكأس إسبانيا 4 مرات في المواسم الخمسة الأخيرة، فإنه لم يتمكن من محو خيبة الأمل الكبيرة في المسابقة القارية الأهم. وكان ميسي وعد أنصار برشلونة مطلع الموسم الماضي، بأنه يريد جلب «تلك الكأس الجميلة»، في إشارة إلى الكأس الأوروبية، إلى خزائن الفريق ليؤكد الأولوية التي يوليها فريقه لدوري الأبطال.
أما خلال ظهوره في مطلع الموسم الحالي على هامش المباراة ضد أرسنال الإنجليزي على كأس جوان غامبر، فقال: «الحقيقة أنه من الصعب قول أي شيء اليوم، بعد ما حدث الموسم الماضي. أليس كذلك؟ لكنني لست نادماً على أي شيء. إحراز لقب الدوري 8 مرات على مدى 11 عاماً، هو إنجاز لأي نادٍ.. وما حققناه هو في غاية الأهمية. ربما لم نحصل على التقدير الكافي لذلك (الفوز بالدوري المحلي)، وبعد سنوات قليلة سنكتشف كم هو صعب تحقيق هذا الأمر. لكن الجميع يدركون أن هذا النادي يصارع على جميع الألقاب، وهذا العام لن يكون مختلفاً».
يدخل النجم الدولي الفرنسي السابق زين الدين زيدان الموسم الجديد وهو تحت ضغط هائل؛ لأنه مطالب بتحقيق النتائج في وقت لا يبدو ريال مدريد في وضع فني يسمح له بإزاحة غريمه برشلونة عن عرش «لا ليجا».
وعندما قرر ريال مدريد الاستعانة بزيدان الموسم الماضي خلفاً للأرجنتيني سانتياجو سولاري، الذي كان قد حل قبل أشهر معدودة بدلاً من جولن لوبيتيجي، كان الهدف أن يعيده إلى الفترة المجيدة التي أمضاها بقيادته بين 2016 و2018، حين توج معه بلقب دوري الأبطال لثلاثة مواسم متتالية، وبلقب الدوري عام 2017، إضافة إلى لقبين في كل من الكأس السوبر الأوروبية، وبطولة العالم للأندية.
لكن عودة زيدان إلى الفريق لقيادته في الأشهر القليلة المتبقية من الموسم الماضي، لم تترك أي أثر ملحوظ على نتائج الفريق؛ إذ كبر الفارق الذي يفصله عن غريمه برشلونة عوضاً عن أن يُقَلّص، وأنهى الموسم ثالثاً بفارق 19 نقطة عن النادي الكتالوني البطل.
وسيكون من غير العادل الحكم على زيدان استناداً إلى الأشهر القليلة التي كانت متبقية من الموسم الماضي؛ لأن الفريق كان يلعب من دون حافز بعدما انتهى مشواره في نصف نهائي مسابقة الكأس على يد برشلونة (خسر إياباً على أرضه 0-3 بعد التعادل ذهاباً 1-1)، وتنازل عن لقب دوري الأبطال بخسارته على أرضه في إياب ثمن النهائي أمام أياكس الهولندي 1-4، كما كان خارج السباق على لقب الدوري بسبب الفارق الكبير الذي يفصله عن الصدارة.
ولم يأت زيدان بعلاج سحري يُخرج به الفريق من كبوته؛ إذ تواصلت النتائج المخيبة ولم يفز النادي الملكي سوى بخمس مباريات في الدوري من أصل 11 خاضها بعد عودة النجم الدولي السابق بعقد يمتد حتى 2022.
وعكست نهاية الموسم تماماً، وضع ريال ولاعبيه بعد الخسارة في سانتياجو برنابيو أمام ريال بيتيس 0-2 في المرحلة الأخيرة، ما دفع زيدان إلى التعبير عن ارتياحه لانتهاء الموسم، و«الآن» تبدأ فعلياً المغامرة الثانية للنجم الفرنسي كمدرب للفريق.
وتساءل البعض عن سبب عودة زيدان في هذه الفترة الحرجة، ومخاطرته بتشويه صورته لدى جماهير النادي
ورأى آخرون أنه لم يكن ليعود إلى النادي الملكي لو لم يحصل على تعهد من بيريز، بإجراء تغييرات جذرية على الفريق، وكانوا محقين إلى حد كبير؛ لأن زيدان نجح في ضم البلجيكي إدين هازار من تشلسي الإنجليزي، والصربي لوكا يوفيتش، من إينتراخت فرانكفورت الألماني، والبرازيلي إيدر ميليتاو من بورتو البرتغالي، والفرنسي فيرلان مندي من ليون، والبرازيلي رودريجو من سانتوس.
ويعتبر هازارد من دون شك الصفقة الأهم للنادي الملكي هذا الصيف، لكنه ليس من طراز حقبة ال«جالاكتيكو»، أقله «ليس بعد لكنني أتمنى أن أصبح كذلك في يوم من الأيام»، بحسب ما صرح به صانع الألعاب الدولي البلجيكي بعد التعاقد معه مقابل 100 مليون يورو.

التخلص من بايل وخاميس

من المؤكد أن ريال مدريد ليس في الوضع المالي الذي يسمح له بتكرار حقبة ال«جالاكتيكوس» والرئاسة الأولى لبيريز (2000-2007)، وتشكيل فريق يضم لاعبين من طراز زيدان، والبرازيلي رونالدو، والبرتغالي لويس فيجو، وراوول جونزاليس، والإنجليزي ديفيد بيكهام، أو راموس والإنجليزي مايكل أوين، والبرازيليين روبينيو، وربرتو كارلوس.
لكنه حاول من دون أن ينجح حتى الآن في التخلص من الويلزي جاريث بيل، الذي لا يدخل في حسابات زيدان، بحسب ما أكد الأخير من دون أي مجاملة بالقول خلال الجولة الأمريكية: «لنأمل أن يتم الأمر (الرحيل) قريباً من أجل مصلحة الجميع». ولم يمر ما صدر عن زيدان بشأن بايل مرور الكرام عند وكيل أعمال اللاعب الويلزي جوناثان بارنيت، الذي انتقد بشدة، المدرب الفرنسي وقال«زيدان عار، فهو لا يحترم لاعباً قدم الكثير لريال مدريد».
وبدا بيل في طريقه ليصبح خارج أسوار «سانتياجو برنابيو» بعدما سافر إلى الصين للتفاوض مع جيانجسو سونينج، الذي عرض عليه راتباً أسبوعياً قدره مليون جنيه إسترليني (نحو 1,24 مليون دولار) بحسب التقارير، إلا أن ريال حال دون إتمام الصفقة.
ويأمل النادي الملكي التخلص أيضاً من عبء الكولومبي خاميس رودريجيز الذي لعب في الموسمين الماضيين معاراً إلى بايرن ميونيخ الألماني، لكنه عاد هذا الصيف بعد انتهاء فترة الإعارة.
وكثر الحديث عن رغبة زيدان في ضم مواطنه لاعب الوسط الدولي بول بوجبا، من مانشستر يونايتد، لكن الدوري الإنجليزي الممتاز انطلق الأسبوع الماضي وبقي بطل مونديال 2018 مع «الشياطين الحمر»، فيما الترقب سيد الموقف في ما يخص النجم البرازيلي نيمار، الذي يريد ترك باريس سان جرمان الفرنسي، لكن الأخير لن يرضى سوى بتعويض مبلغ 222 مليون يورو، كاملاً، الذي دفعه في صيف 2017 لضمه من برشلونة، الفريق الآخر المرشح لاستعادة خدمات نجم «السيليساو».
واستناداً إلى الوضع الحالي للفريق الذي يمتد حتى الثاني من سبتمبر/‏أيلول، يفتتح النادي الملكي الموسم الجديد من «لا ليجا» ضد سلتا فيجو بوجوه مألوفة تماماً مثل البرازيليين مارسيلو وكاسيميرو، والفرنسي كريم بنزيمة، وداني كارفاخال، إضافة إلى الوافد الجديد هازارد. وجعل زيدان من لقب الدوري الذي أحرزه ريال مرة واحدة في المواسم السبعة الماضية، أولويته بحسب ما شدده عليه في أبريل/‏نيسان الماضي بالقول: «بالنسبة لنا العام المقبل، يجب أن يكون الدوري أولويتنا. الدوري هو البطولة الأطول، البطولة التي لا يمكن أن نفوِّتها علينا. سأحفر ذلك في أذهان اللاعبين».

شاهد أيضاً