#الامارات اتحاد كتاب وأدباء الإمارات يحي اليوم العالم للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية بالتعاون مع المعهد الدولي للدبلوماسية

اي ان ان / عبدالرحمن نقي / أبوظبي : اكد اتحاد كتاب وأدباء الامارات أهمية إدراك أن العالم يتكون من فئات متنوعة من البشر الذين ينتمون إلى خلفيات ثقافية ودينية مختلفة. جاء ذلك في ترحيب الاعلامي عبدالرحمن نقي البستكي رئيس اللجنة الاعلامية في الاتحاد في الندوة التي أقامها الاتحاد بالتعاون المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية والمركز العالمي للتواصل الثقافي الليلة الماضية بفرع ابوظبي بالمسرح الوطني بمناسبة باليوم العالم للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية الذي يصادف 21 مايو من كل عام، أن تخصيص مثل هذا اليوم العالمي فرصة مهمة للنهوض بأهداف اتفاقية اليونيسكو لعام 2005 لحماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي والتي تهدف إلى دعم وإثراء التنوع الثقافي بصورة أكبر في جميع أنحاء العالم.
وأعرب عن اعتقاده بأن تقدم المجتمعات الحديثة يمكن أن يعزى إلى الاحتفاء بالتنوع الثقافي وبقبول الغريب.. مشيراً إلى أن القوة الدافعة لنجاح العديد من الدول تتمثل في انفتاح البلاد للمهاجرين الذين يطمحون إلى الإسهام في تنمية تلك البلدان. وأوضح أن ذلك سمح ببناء مجتمع مزدهر استفاد من مواهب مختلف الناس بغض النظر عن الاختلافات الدينية أو الثقافية.
وأكد أن العالم بحاجة إلى تهيئة مناخ يعتبر فيه التنوع الثقافي مرادفاً للتقدم والتنمية، وأن استبعاد وتهميش الناس بسبب انتمائهم إلى اختلافات ثقافية لا علاقة له بمجتمع منفتح ومتسامح ومزدهر، ومن هنا تأتي الحاجة إلى تكثيف الحوار بين المجتمعات والحضارات والثقافات.
كما أكد في ختام كلمته، مصطلح «جمال العالم يكمن في تنوع شعوبه»، والذي يعتبر جوهر اليوم العالمي للتنوع الثقافي لهذا العام من أجل الحوار والتنمية.
واشار من جانبه الدكتور محمد كامل المعيني مؤسس المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية والمركز العالمي للتواصل الثقافي إن اليوم العالمي للتنوع الثقافي يعني في الأساس الدبلوماسية الثقافية، وإن الدبلوماسية الثقافية تهدف لتحقيق المصالح الخارجية والداخلية للدول من خلال تنظيم فعاليات ومهرجانات وبرامج ثقافية واعلامية استراتيجية مشتركة مع عدد من الدول لتعزيز تلك المصالح من خلال ادارة الصراع أو تخفيض مستواه مع الدول المستهدفة، فضلا عن العوائد الإقتصادية والإجتماعية والسياسية .
وفي تعريف الدكتور سيلكون كومنز للدبلوماسية الثقافية يقول : هي العملية التي يتم خلالها تبادل الأفكار والمعلومات والقيم والنظم والآفاق والعادات والقاليد وغيرها من جوانب وابعاد ثقافية بهدف التفاهم المتبادل بين الدول، وأن من أهم مهام الدبلوماسية الثقافية هي : توظيف كافة أوجه الفعاليات والأنشطة الثقافية لخدمة المصالح الوطنية لدولة بعينها – القوة الناعمة القادرة على جعل الآخرين ينفذون إرادتنا دون إجبار أو إكراه .
علما أن الدبلوماسية الثقافية تشمل القطاعات والشرائح المختلفة في المجتمع بالشكل العام والخاص، على المستوى الفردي ومستوى المنظمات والهيئات الأهلية والرسمية في تبادل المعلومات حول الدول والشعوب والثقافات التي تهتم بتطوير وسائل الإتصال بين الشعوب، ولتسهيل العمل بها على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص ومنطقة الخليج العربي بشكل عام، فهي بحاجة الى منظمة أو جمعية قادرة على توفير قاعدة المعرفة المنسّقة للقطاعات الخاصة والعامة لإستيعاب التوسع في البنية الأساسية للدبلوماسية الثقافية .
علماً أن كل من المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية في دبي(تأسس عام 2010) والمركز العالمي للتواصل الثقافي في ابوظبي(تأسس عام 2012) يريان في أنشطة الدبلوماسية الثقافية المختلفة أنها تشكل الحقل الرئيسي في مجال عملهم، من خلال الدورات التدريبية، والتي تعتبر عنصراً هاماً وفقا للبحوث التي اجريت من قبل مراكز ابحاث عالمية متخصصة، والتي وجدت أن الدورات التدريبية بهذا المجال تعتبر دعامة قوية للتماسك المجتمعي والجماعي، خاصة وأن التنوع السكاني المتزايد والتحديث السريع في المنطقة تتطلب جهود عالية في مجال الدبلوماسية الثقافية وقوتها الناعمة، والتي هي ادوات مؤثرة في خلق هذا الترابط والتنسيق والتعايش بين المجموعات المختلفة في المجتمع الواحد . علما أن التواصل والحوار والتنوع يدعم الطفرة الهائلة في النمو الإقتصادي والتنوع السكاني
داخل دول مجلس التعاون والشرق الأوسط بشكل عام، لذلك نوصي بإعتماد التدريب وتوفير المهارات اللازمة للأعداد الكبيرة من العاملين غير المهرة والمتواجدين داخل دولة الإمارات، وكذلك العمل على تطوير وتجديد المعرفة للمعنيين في المنطقة بما يتناسب والزيادة المطّردة للعمالة، والتي هي بحاجة ماسة الى فهم الدبلوماسية الثقافية لدى كافة الهيئات والمنظمات من خلال الدورات التدريبية والندوات والمؤتمرات المتخصصة، لأجل الحفاظ على السلام الإجتماعي لتحقيق الهدوء والإستقرار بالدولة .
كما أن التواصل الثقافي والمعرفي عبر المستكشفين والرحالة والتجار والمعلمين وطلبة العلم والفنانين والعاملين في مجال الدبلوماسية الثقافية سيؤدي الى تجديد وتفعيل الثقافات، وكذلك ارتباط العالم بوسائل وشبكات الاتصال الدولي والأنشطة الإعلامية المختلفة وشبكات التواصل الإجتماعي على إختلافها، وإن جميع هذه الأنشطة والمفاعيل بما في ذلك الخطاب السياسي تعزز الفرص اللازمة في الحصول على التواصل مع الحضارات الأخرى، وبالتالي يمكن تحقيق التأثير المطلوب على الرأي العام الدولي .
ولأجل تعزيز دور الدبلوماسية الثقافية يمكن اعتماد المباديء التالية : الإحترام المتبادل بين الأفراد والجماعات في المجتمع الواحد – تقبل التنوع الثقافي والتراثي – تعزيز الحوار بين الثقافات وإن اختلفت على المستوى الدولي – العمل على تحقيق العدل والمساواة بين الشرائح المجتمعية المختلفة .- السعي في تحقيق الترابط المجتمعي بما في ذلك مع الأقليات المجتمعية . – حماية حقوق الإنسان على المستوى الوطني والدولي .- السعي في تحقيق السلام والإستقرار العالمي .- العمل على بناء جسورا لديمومة التواصل المجتمعي .
إن هذه المباديء ضمن التسلسل التاريخي تعد الأساس في تحقيق التطور والتقدم المتناسق للفرد والمجتمع معا في مفهوم الدبلوماسية الثقافية، علما أن هناك مجال محسوس ومجال غير محسوس لتلك المباديء، والتي يمكن أن ندركها من خلال الخبرة وتنوّعاتها المتوفرة في كافة شؤون الحياة، وبالتالي فإن الدبلوماسية الثقافية تعتبر بودقة الأجيال لصهر القلوب والعقول لأجل تحقيق الوطن الآمن للجميع .
ثم تحدثت من جانبها الدكتورة نورة صابر المزروعي استاذ مشارك في اكاديمية الامارات الدبلوماسية والمدرس في جامعة زايد عن اهمية اليوم العالمي مشيرة بداية الى دور الاكاديمية الدبلوماسية .
وفي كلمته في موقع الاكاديمية اوضح سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، دولة الإمارات العربية المتحدة ، رئيس مجلس أمناء أكاديمية الإمارات الدبلوماسية : الى انه يكتسب بناء علاقات استراتيجية إيجابية مع جيراننا الإقليميين، خصوصاً، ومع المجتمع الدولي عموماً، أهمية بالغة أكثر من أي وقت مضى، الأمر الذي يعكس الدور المحوري الذي يقع على عاتق ” أكاديمية الإمارات الدبلوماسية ” بوصفها المركز الرائد والمتكامل للدراسات الأكاديمية والبحوث الخاصة بالسياسة الخارجية في المنطقة، بما يعنيه ذلك من إسهام مؤثر في دعم هذا التوجه وتعزيز استمراريته.
لقد نجحت دولة الإمارات خلال فترة قياسية في ترسيخ مكانتها المتقدمة كلاعب أساسي في الساحة الدولية، ولم يكن ذلك ليتحقق لولا رؤية قيادتها واستشرافها لمتطلبات المستقبل.
وغير خاف على أحد أن دولة الإمارات كانت دائماً سباقة إلى حمل رسائل السلام ومبادرات التعاون إلى العالم أجمع، وهي من أجل ذلك كانت حريصة كل الحرص على بناء علاقات ودية ورفيعة المستوى مع مختلف الدول. لقد أسهمت علاقاتنا الدبلوماسية الممتازة مع هذه البلدان في دعم جهودنا نحو بناء مستقبل زاهر لدولتنا، كما نجحت سياساتنا الخارجية في دفع دولتنا إلى مرتبة متقدمة كوجهة جاذبة تستقطب صفوة العقول وخيرة الكفاءات، ومن مختلف أنحاء العالم، بفضل ما تمتلكه من مقومات وما تهيئه من أدوات وبيئات.
واليوم، أصبح لدينا 105 بعثات دبلوماسية خارجية تشكل شبكة نشطة نجحت في تأسيس روابط اقتصادية وسياسية وثقافية متينة، ولها دور مشهود في تعزيز الحضور القوي لدولة الإمارات على صعيد التعاون الدولي.
ويتولى ممثلو دولة الإمارات الدبلوماسيون دوراً محورياً في تعريف العالم بقصة نجاح دولتنا، ما يستدعي رفد طواقمنا الدبلوماسية بعدد كبير من أصحاب الخبرات والكفاءات الذين يمتازون بمهارات عالية في مختلف التخصصات، دعماً للدور المتنامي والنشط لدولتنا إقليمياً وعالمياً، بالإضافة إلى الحاجة الماسة إلى تعزيز قدراتنا الدبلوماسية للتعامل مع التعقيدات المتزايدة والمتغيرات المتسارعة التي نشهدها اليوم في كل مكان حولنا.
واستجابة لهذه المتطلبات الملحة، بادرت “أكاديمية الإمارات الدبلوماسية” لاستقطاب أبرز الأكاديميين وتنفيذ أفضل البحوث وتبني أفضل الممارسات، وباتت تمتلك الإمكانات اللازمة لدعم أهداف السياسة الخارجية لدولة الإمارات من خلال توفير أعلى مستويات التدريب، ونشر البحوث المتقدمة، بما يعزز فهم وإدراك متطلبات وطبيعة العلاقات الدبلوماسية والدولية، وكيفية التفاعل معها.
من المؤكد أن عمل الأكاديمية لن يقتصر فقط على تثقيف الإماراتيين وإعدادهم لخدمة بلدهم، بوصفهم مكوناً أساسياً في السلك الدبلوماسي الرفيع الذي يمثل الدولة، بل ستعمل أيضاً على تزويدهم بالتوجيهات السياسية الأساسية وبالمعلومات والرؤى التي تمكنهم من استشراف القضايا الإقليمية والعالمية التي تؤثر بشكل أو بآخر في مكانة دولة الإمارات. وتسعى الى تقديم إسهامات غاية في الأهمية على صعيد الريادة الفكرية للإمارات في المنطقة، وستساعد في ترسيخ صورتها الناصعة وإعلاء شأنها على الساحة الدولية.
فيما أكد سعادة برناردينو ليون – رئيس أكاديمية الإمارات الدبلوماسية في كلمته في موقع الاكاديمية أنه تعتبر قيادة دولة الإمارات التميز في الحقل الدبلوماسي عاملاً حيوياً في بناء علاقات استراتيجية وروابط إيجابية مع دول المنطقة والأسرة الدولية بشكل عام. ويمثل إنشاء أكاديمية الإمارات الدبلوماسية تجسيداً عملياً لهذه الرؤية وخطوة مهمة نحو تحقيق أهداف السياسة الخارجية وتطلعات دولة الإمارات.
أكاديمية الإمارات الدبلوماسية تعد اليوم مركزاً بحثياً وأكاديمياً متكاملاً وبارزاً في المنطقة ومتخصصاً في تقديم الدراسات والأبحاث في مجال الدبلوماسية والعلاقات الدولية، وقد أضحت الأكاديمية قوة دفع رئيسية في جهود الدولة الرامية للارتقاء بالدبلوماسية إلى آفاق أوسع.
توفر الأكاديمية للدبلوماسيين الإماراتيين الحاليين ولدبلوماسي الغد بيئة تعليمية فريدة من نوعها، إذ تجمع ما بين برامج التدريب التنفيذي التي تقدم دورات متخصصة لتطوير مهارات الدبلوماسيين في جوانب محددة، بالإضافة إلى القيادة الفكرية في المجال الدبلوماسي، مع إتاحة الفرصة للتعرف على النتاج الفكري والمعرفي لألمع العقول في حقل الدبلوماسية، وتعزيز المعرفة بالتاريخ الحافل لدولة الإمارات، وذلك من أجل تهيئة جيل من الدبلوماسيين الإماراتيين القادرين على تمثيل بلادهم في المحافل الدولية ومواصلة مسيرة الإنجازات.
ويحظى برنامجها الأكاديمي والتنفيذي بدعم متميز من فريق مؤلف من باحثين متمرسين وأساتذة لديهم معرفة واسعة بالشرق الأوسط والأوضاع السياسية في العالم، وكذلك بمسائل التغير المناخي والطاقة النووية والتهديدات الأمنية وغير ذلك.
وتسعى «أكاديمية الإمارات الدبلوماسية» إلى ترسيخ مكانتها كمركز للتميز في مجالات التدريب الدبلوماسي وتنعكس ثوابتها المؤسسية على جميع عملياتها كما على الإجراءات المتخذة من قبل قيادة الأكاديمية وهيئة التدريس والباحثين والطلاب. ورؤيتها ” مركز أكاديمي متميز في مجال تطوير القدرات الدبلوماسية والبحوث والقيادة الفكرية ” ورسالتها ” بناء القدرات التي تدعم أهداف السياسة الخارجية لدولة الإمارات من خلال توفير البرامج الأكاديمية والدورات التدريبية الفعالة وتشجيع الريادة في مجال البحوث بما يسهم في تعزيز فهم وإدراك طبيعة العمل الدبلوماسي وماهية العلاقات الدولية ” وقيمها ” تسهم القيم التي تتبناها “أكاديمية الإمارات الدبلوماسية” في دعم توجهها الاستراتيجي الهادف للارتقاء إلى مصافي مراكز التميز الرائدة في مجال التدريب والفكر الدبلوماسي ” والمسؤولية: ندرك أن مهام “أكاديمية الإمارات الدبلوماسية” تتمثل في دعم أولويات دولة الإمارات على أعلى المستويات، وبذل كافة الجهود التي تتيح لنا تولي هذه المسؤولية. والتميز: نسعى إلى تقديم محتوى وبحوث أكاديمية متميزة تواكب احتياجات دولة الإمارات والمنطقة واستخدام المبادئ التعليمية التطبيقية. والالتزام: ملتزمون بتوفير التعليم والرعاية لقادة الغد المتميزين في مجال الدبلوماسية الدولية وفقاً لأرقى المعايير الأكاديمية. والتعاون: نسعى إلى التعاون مع مجموعة من الشركاء المعنيين بشؤون المنطقة والاستفادة من خبراتهم بما في ذلك الأوساط الأكاديمية والقطاع العام ومجتمع الأعمال. والنزاهة: نلتزم بأرقى المعايير الأخلاقية في مجالي التعليم والبحوث. الاحترام: نعمل على إنشاء بيئة تحترم وتدعم جميع أعضاء الهيئة التدريسية والطلاب وأفراد المجتمع والشركاء، بما يسهم في تحقيق تطلعاتهم وإنجاز مهامهم على أكمل وجه .

شاهد أيضاً