تمكن باحثون أمريكيون من استخدام نوع من البكتيريا النافعة في علاج مرض نوع من الحساسية وهو الإكزيما، وذلك بعد دراسة حديثة على أنواع البكتيريا المفيدة التي تتواجد بشكل طبيعي على جلد الأشخاص، ويفتقدها الأشخاص الذين يعانون من مرض الاكزيما الاستشرائية.

تبين من نتائج هذه الدراسة أن هذا النوع من البكتيريا النافعة يساعد في الحماية من البكتيريا الضارة التي تسمى المكورات العنقودية الذهبية، وقام الباحثون بفحص حوالي 11 ألف مستعمرة من البكتيريا الموجودة على جلد الشخص، لمعرفة الأنواع التي تتميز بخصائص مضادة للميكروبات، وتبين أن البكتيريا الشائعة التي تتعايش على الجلد بشكل طبيعي، تفرز مواد مضادة للبكتيريا الضارة ولا تضر البكتيريا النافعة للشخص، أي مضاد ذات طبيعة انتقائية. يتضرر الأشخاص بشكل كبير من بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية، لأنها تؤدي إلى الإصابة بالالتهابات المنتشرة، كما أنها يمكن أن تتطور إلى نوع من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وفي هذه الحالة تتحول إلى التأثير الخطير الذي يمكن أن يسبب الوفاة.
وتوصلت الدراسة إلى وجود سلالتين من بكتيريا المكورات العنقودية على الجلد بشكل طبيعي، وتفرزان ببتيد مضاد للميكروبات لم يتم اكتشافه قبل ذلك، ويساعد في قمع تكاثر بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية، وتوضح الدراسة أن الموضوع مختلف لدى مرضى الإكزيما الاستشرائية، لأن هذه البكتيريا لا تؤدي عملها بالطريقة التي تقوم به على جلد الشخص السليم، بمعنى أنها لا تنتج المضاد السابق ذكره.
تمكنت الدراسة الحالية من عزل البكتيريا النافعة من أشخاص سليمين، ثم قام الباحثون بإعادة زرعها لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص هذا النوع من البكتريا، وظهرت النتيجة فورا بتراجع أعداد بكتريا المكورات العنقودية الذهبية على الجلد.
وتحمس الباحثون من هذه النتيجة وانتقلوا إلى الدرجة الثانية من التجارب السريرية، وذلك لمعرفة مدى تأثير البكتيريا النافعة على حماية الجلد لفترة طويلة من البكتيريا الضارة، وتخفيف مرض الإكزيما الاستشرائية التي تنتشر بين الكثير من الأشخاص حول العالم.
تبين أن استعمال المضاد الحيوي الطبيعي الذي ينتج من الجلد يؤدي إلى تحسين حالة الجلد بدرجة أكبر من العلاجات العادية، لأنه لا يقتل البكتيريا النافعة التي تقي الجلد، وهذا العلاج الجديد الطبيعي لا يسبب حدوث مقاومة بالجلد ويمكن توفره على صورة دهان للمناطق المصابة من الجلد.