إيدرسون: اللعب في مانشستر سيتي متعة يومية

ترجمة: ضمياء فالح

قد تكون أجمل ذكريات أي شاب برازيلي عن المونديال هدفاً أو مهارة من رونالدو أو ريفالدو أو رونالدينيو، لكن إيدرسون سانتانا دي مارايس حارس مانشستر سيتي (24 عاماً) المهووس بالأوشام يختلف قليلاً، ويقول: «الذكرى المفضلة عندي عندما صد ماركوس ركلة حرة مذهلة من أوليفر نوفيل في نهائي مونديال 2002 (اللقب الخامس للبرازيل)».
يختلف إيدرسون عن بقية حراس المرمى فهو يبدأ الهجمة أحيانا كما فعل في مباراة الفوز على توتنهام في الولايات المتحدة قبل الموسم عندما سدد الكرة لتصل إلى قدم أجويرو ويسجل منها هدفا وكرر نفس الشيء بعد 5 أشهر ليسجل من كرته سترلينج هدف الفوز على نفس الغريم.
إيدرسون تحدث عن مسيرته وطموحاته، فيما يلي نص المقابلة معه:

نشأت في ضواحي ساوباولو، هل نستطيع أن نقول إن بدايتك كانت من الشارع؟

أجل، بدأت بلعب الكرة في الشارع مع أصدقائي وبدون أحذية حتماً وكثيرا ما انتهى بي الحال بالعودة للمنزل بإصبع مجروح، عشت فعلاً طفولة سعيدة وأحمد الله أن كرة القدم أصبحت مهنتي.

متى شعرت بأن كرة القدم ستكون احترافية وليست للهو؟

مبكراً جداً، بسن ال11 وقعت أول عقد مع نادي ساوباولو لكنني بقيت حتى بعد توقيع العقد أغيب عن المدرسة كي ألعب مع أصدقائي في الشارع، يومي كان مقسما بين المدرسة ولعب الكرة والنوم ثم البدء من جديد مرة أخرى.

كيف تغير روتينك اليومي بعد لحاقك بناد محترف؟

توجب علي ركوب أكثر من حافلة لأصل ملعب التمرينات الذي يقع على بعد أكثر من ساعتين عن المنزل، كنت في البداية أذهب برفقة زميل لي في الفريق لكن بعد ذلك سرحه النادي وبقيت أذهب وأعود وحيدا.

وبماذا شعرت عندما سرحك ساوباولو في 2009؟

شعرت بحزن عميق، كنت ما زلت في ال15 من عمري، لم أكن في البيت عندما تلقت أمي مكالمة النادي، قال لها أحد المسؤولين في الإدارة إنني لست ضمن خطط النادي، عندما عدت للبيت لم تعرف كيف تخبرني بالنبأ وعندما قالت لي شعرت بحزن شديد وهرعت إلى الشارع كي لا ترى دموعي، والداي شجعاني وقالا لي إن تسريحك لا يعني النهاية بل فرصة لتلاحق أحلامك، عدت للعب في فريق أكاديمية النادي المحلي وبعد شهر واحد وصلني عرض من أوروبا.

كيف كان التحول من كونك لست مؤهلا كلاعب في ناد برازيلي إلى لاعب مطلوب في أوروبا ؟

لم أصدق في البداية، كنت مصدوما فكل فتى في البرازيل يحلم باللعب في أوروبا وأنا سنحت لي الفرصة في وقت مبكر جدا في مسيرتي ومجددا ساعدني والدي في امتصاص الصدمة، التأقلم مع العيش في البرتغال لم يكن صعبا لأن البرازيل والبرتغال يتشابهان في اللغة والطعام والطقس والكثير من البرازيليين يلعبون في الأندية البرتغالية، أقمت في أكاديمية بنفيكا حيث كنت أحصل على كل ما يلزمني.

* لكن عائلتك كانت تسكن عبر المحيط؟

والدي انتقل للعيش معي فترة قصيرة لكن توجب عليه العودة للبرازيل من أجل عمله، أصعب شيء هو البعد عن العائلة والأصدقاء خصوصا بسن صغيرة.

عندما عدت لبنفيكا في 2015 بعد إعارة في ريبيراو وريو آفي كنت مرشحا لخلافة جوليو سيزار، كيف وجدت التمرينات بجانبه؟

تعلمت منه الكثير بحكم تجربته الطويلة، تحدث لي عن مسيرته وكيف عاش اللحظات الجيدة والسيئة حاولت أيضا التعلم من أخطائه، جوليو ساعدني كثيرا وساهم بشكل كبير في أيامي مع بنفيكا، أتذكر أنني قلت له إني أحلم باللعب في ناد انجليزي فقال لي إذا قدر لك أن تلعب هناك فستحقق النجاح لأنك ماهر في إرسال الكرات بعيدا وتتمتع بالقوة البدنية اللازمة.

بدايتك مع بنفيكا كانت في مباراة قمة أمام الغريم سبورتينج لشبونة وسط الموسم وفي خضم المنافسة على اللقب، ماذا تتذكر منها؟

جوليو سيزار تعرض لإصابة في التمرينات وحاول التعافي قبل الديربي لكن للأسف بالنسبة إليه ولحسن حظي أنا لم يستطع، دخلنا المباراة ونحن متخلفين عن سبورتينج بنقطة، جاءني سيزار قبل المباراة وقال لي: «اذهب ودمر أيها الفتى»، أعتقد أن أدائي كان مميزا، فزنا 1- صفر وفزنا باللقب في نهاية الموسم.

هل صحيح أنك كنت ظهيراً أيسر قبل أن ترتدي القفازات؟

صحيح لكن حياة الظهير الأيسر ليست سهلة على الإطلاق. لم أكن متحمسا لفكرة ملاحقة لاعبي الجناح السريعين وعانيت في ذلك لذا تحدثت للمدرب وقلت له أريد أن أصبح حارس مرمى، فاجأت الجميع بالتمرينات، كان أشبه بحب من النظرة الأولى ومنذ ذلك الحين تحسنت مهاراتي والحمد لله وطورت نفسي في الموقع.

رأينا كيف تخرج من منطقة الجزاء أكثر من مرة في الدوري وتمرر الكثير من الكرات، هل يوجهك المدرب جوارديولا بهذا الخصوص؟

نحن بالعادة نتمرن كثيرا على مهارات الخروج من الربع الأول من الملعب خصوصا في التمرينات التي تسبق المباريات لذا تساعدني كثيرا، زملائي أيضا يمررون لي الكرة لذا تصبح الحياة أسهل في هذا الجانب.

جاري نيفيل يقول أن مهارة اللعب بالكرة بالقدم ترشحك لتكون لاعب وسط ؟

أوافقه في ذلك، في الواقع كان المدرب في فريق ناشئة بنفيكا يدعوني باستمرار لألعب في وسط الفريق في حال غياب لاعب وسط ولم أعرض نفسي للخجل أبدا في هذا الموقع لذا أنا مستعد إذا اقتضت الضرورة للعب في الوسط رغم أن الدوري الإنجليزي ليس سهلا لكنني أعتقد أنني قادر على التحدي، اعتدت اللعب بقدمي من أيامي في ساوباولو ومع مرور الوقت حاولت تطوير مهاراتي حتى إنني سجلت بعض الأهداف من ركلات حرة لكن سيتي اليوم يملك الكثير من المتخصصين فيها لذا لست راغبا في تنفيذ المزيد منها.

هل تعتقد أن الفوز بلقب كبير مع سيتي سيمنحك الرقم 1 في المنتخب في المونديال؟

كل لاعب يجب أن يواصل جهده بغض النظر عن موقعه في الفريق وأعتقد أن استمراري بهذا المستوى سيعود عليّ بالنفع، أليسون يقدم أداء مميزا مع روما والسيليساو حاليا والبرازيل لديها الكثير من المواهب في هذا الموقع لذا ينام المدرب تيتي قرير العين بالتأكيد فيما يخص الحراس.

كيف وجدت مدينة مانشستر؟

بالتأكيد تختلف كثيرا عن لشبونة خصوصا من ناحية الطقس لكنني تعودت على العيش فيها، ولأكون صريحاً مع ما يوفره نادي مانشستر سيتي للاعبيه لا يمكنك إلا الاستمتاع بالذهاب إلى العمل يومياً.

صورة إيدرسون الصادمة

كان إيدرسون تعر ض لإصابة قوية هذا الموسم خلال مباراة فريقه مانشستر سيتي وليفربول، وقد أثار التعجب عندما نشر صورة لوجهه المصاب بعد اصطدامه بقدم السنغالي ساديو مانيه لاعب «الريدز».
ولم يكمل حارس مانشستر سيتي المباراة التي انتهت بفوز فريقه بخمسة أهداف دون رد خلال الجولة الرابعة من الدوري.
وأظهرت الصور المتداولة للحارس على وجهه ضمادات تخفي جراحه، واعتبرت صادمة لكونه أفلت من عاهة مستديمة.
وتعرض الحارس البرازيلي لخياطة في الوجه ب8 غرز في الوجه واحدة طويلة والثانية قرب العين وهو ما أكد أن الإصابة كانت خطيرة جدًا.

إيدرسون والشباك النظيفة

تصدى إيدرسون خلال مباراة مانشستر سيتي وأرسنال، لركلة جزاء سددها أوباميانغ، لتكون الركلة الثانية التي يتصدى لها لنفس اللاعب، عندما كان حارساً لمرمى بنفيكا والمهاجم يلعب في بوروسيا دورتموند.
كما واصل إيدرسون أرقامه بعدما تمكن من الخروج بشباك نظيفة أمام أرسنال ليكون بذلك حافظ على نظافة شباكه في 12 مباراة ولا يتفوق عليه سوى كورتوا حارس مرمى تشيلسي برصيد 13 مباراة ودي خيا حارس مرمى اليونايتد برصيد 14 مباراة.

ثاني أغلى حارس مرمى

كانت صفقة انتقال إيدرسون من بنفيكا بطل الدوري البرتغالي إلى مانشستر سيتي الإنجليزي مقابل 40 مليون يورو (44.90 مليون دولار) ثاني أغلى صفقة لحارس مرمى.
واقتربت قيمة الصفقة من الرقم القياسي لانتقال حارس مرمى والذي سجله يوفنتوس عندما دفع 40.2 مليون يورو للتعاقد مع جيانلويجي بوفون قادماً من بارما الإيطالي في 2001.

شاهد أيضاً