أسباب عودة أمراض الرئتين

تتهرب بعض الفيروسات من الجهاز المناعي وتكمن في بعض الخلايا المضيفة، إلى أن تسنح الفرصة مرة أخرى للظهور من خلال حدث ضعف في المناعة أو التعرض لمحفز خارجي يساعدها على مهاجمة الجسم مرة أخرى، وهي حالة العدوى الكامنة.
وتظهر الفيروسات وتبدأ أول نشاطها بتدمير الخلايا المضيفة لها، وتوصلت في دراسة ألمانية حديثة إلى أن التعرض للأدخنة وعوادم السيارات الصادرة من محركات احتراق الوقود، يسبب إعادة نشاط الفيروسات المختبئة والكامنة في نسيج الرئة، ما يؤدي إلى عودة ظهور أعراض الأمراض، التي تم علاجها نتيجة هذه الفيروسات.
واكتشف الباحثون أن الجسيمات الدقيقة المنبعثة من المحروقات تهيج هذه الفيروسات، وأن تنفس هذه الجسيمات يسبب تأثيراً التهابياً، ويغير من أداء جهاز المناعة، والجديد أن الدراسة الحالية توصلت إلى قيام هذه الجسيمات بتنشيط فيروسات الهربس الكامنة داخل الرئة.
ومن أجل ذلك اختبر الباحثون مدى تأثير الجسيمات الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري، وتبين وجود معدل من البروتينات الفيروسية، والتي تنتج أصلاً في حالة نشاط وتكاثر الفيروس.
وكشف تحليل الأيض والتعبير الجيني عن أنماط مشابهة للالتهاب الحاد، أنه حدث تنشيط وتيقظ لفيروس إبشتاين- بار وهو فيروس من عائلة فيروسات الهربس، ومن أكثر الأنواع التي تصيب البشر، وذلك عندما وصلت إليها هذه الجسيمات من الأدخنة.
وتوضح الدراسة أن عدداً كبيراً من الأشخاص يحملون فيروسات الهربس الخاملة، وأكثر من يتضرر منها الأشخاص الذين يعانون التليف الرئوي مجهول السبب، وعند التأكد من هذه النتائج من خلال التجارب على الأشخاص، في هذه الحالة ينبغي البحث في مجال العمليات الجزيئية المسببة لإعادة تنشيط العدوى الكامنة للهربس، والتي تنجم أساساً عن تنفس جسيمات الأدخنة، وبعدها يمكن تطوير أسلوب للتحكم في مسار هذه الجسيمات كنوع من الطرق الوقائية والعلاجية، حيث تساهم نماذج الخلايا المختبرية في كشف الآلية المسببة لهذه العمليات، وتبحث الدراسة في الفترة القادمة مدى التأثير للتعرض المتكرر لهذه الجسيمات التي تنشط الفيروسات، ودورها في الإصابة بالالتهابات المزمنة داخل الرئة.

شاهد أيضاً