ساري يقود ثورة اليوفي ويواجه أشباح الماضي

متابعة: ضمياء فالح

سيفتتح الإيطالي ماوريتسيو ساري، تجربته الجديدة في يوفنتوس في ال 24 من الشهر الجاري، أمام بارما بمشهد مختلف يتجاوز تغيير الزي التقليدي الذي عرف به لاعبو اليوفي. فالنادي أجرى تغييرات جذرية في الفريق هي الأكبر منذ تجربة موسم 1989-1990، عندما تولى حارس الفريق السابق دينو زوف، مهمة التدريب، لكنه فشل في اللحاق بالبطل نابولي، وميلان، بقيادة ساكي، وإنتر ميلان بقيادة تراباتوني.
شعر اليوفي حينها بأنه ديناصور منقرض، مقارنة بميلان الذي كسب قلوب المشجعين حول العالم بكرة حديثة لم تعهدها إيطاليا من قبل. وأحرز زوف لقب كأس أوروبا وكأس إيطاليا في ذلك الموسم، لكن النادي استبدله ب«لويجي مايفريدي» صيف 1990.
وعمل مايفريدي في شركة مشروبات قبل مهنة التدريب، لكنه بنى سمعة طيبة مع بولونيا، وشعر مشجعو الفريق بالنشوة لأنه سيعيد عرش إيطاليا، لدرجة أنهم أطلقوا على الموسم «شمبانيا الكالشيو».
ولم يقتنع الجميع بأداء مايفريدي، وكتب المهاجم توتو سكيلاسي في كتاب سيرته الذاتية: «مايفريدي دخل غرفة ملابس اليوفي مثل ثور في محل أوانٍ صينية. كان مغروراً جداً، وشعرت بأنني سجين أوامره التكتيكية».
بدأ اليوفي موسمه الأول مع مايفريدي بخسارة 1-5 على يد نابولي في كاس السوبر، ثم لم يحقق الفريق الفوز سوى مرتين في 6 جولات، لكن تحسنت الأمور بعد سحق روما 5- 0، في نوفمبر، وتباهى مايفريدي وقال إن الفوز يعود لخطته العبقرية، بينما شعر الآخرون بأن الفوز ثمرة قيادة أبطال كأس عالم 1990 روبرتو باجيو، وتوماس هاسلر، للفريق المرتبك.
وبعد أعياد رأس السنة لم يستطع باجيو ولا هاسلر إنقاذ الفريق، ما دفع سكيلاسي للقول: «يمكن للحمار أن يتخيل نفسه حصاناً، لكنه عاجلاً أو آجلاً سيضطر لكشف هويته». وحصد اليوفي نقطتين بين 17 فبراير، و17 مارس، من 5 مباريات في 1991، وبدأ حلم حصد اللقب يتبخر تدريجياً، ووقف الفريق كله ضد المدرب، لكن باجيو الوحيد الذي دعمه؛ لأنه وفق التقارير سمح له بالغياب عن جلسة تمرينات غير عادية من أجل الذهاب للصيد. كابتن اليوفي وحارسه ستيفانو تاكوني، تشاجر علناً مع المدرب مايفريدي حول المعاملة الخاصة التي يتلقاها باجيو صاحب القميص رقم 10، وانهارت غرفة الملابس على وقع التطورات.
وأنهى الفريق المدجج بهجوم من أمثال باجيو وسكيلاسي وهاسلر، إضافة إلى الشباب باولو دي كانيو، وكاسيراجي، الموسم في المركز السابع.
ولأول مرة منذ 28 عاماً يخرج اليوفي من المسابقة الأوروبية وعلى وقع الخروج طرد مايفريدي. في حقبة أليجري اعتمد النادي على أسلوب البقاء بمنطقة آمنة في قمة الدوري بدون جمال الكرة التي يقدمها الغريم نابولي، لكن رئيس النادي أندرييه أنيللي طموح ويفهم أن شعبية يوفنتوس عالمياً لن ترتفع إلا بتقديم كرة مجنونة مثل نابولي. خطة أنيللي هي إبهار المشجعين من طوكيو حتى ميامي ولندن، بكرة «ساريسمو».
وعلق ساكي الذي حول الميلان إلى وحش في نهاية الثمانينات: «ثورة اليوفي هذا الموسم ليست انتفاضة، إنها ثورة حقيقية أرادها رئيس النادي ذو الشخصية القوية. ثورة اليوفي رفض للمدرسة الإيطالية التقليدية، وآمل أن يدرك جميع من في الكالشيو، أن الفوز بدون أداء جميل لا يساوي شيئاً». صفقات الشراء لا بد أن تقابلها صفقات بيع وبعد رحيل جواو كانسيلو إلى مانشستر سيتي، سيتوجه سامي خضيرة ومانزوكيتش أيضاً إلى الباب، كما أدى هبوط الحارس ماتيا بيران، إلى الخيار الثالث بعد عودة العملاق بوفون لمطالبته بالرحيل، وسيرتدي الفرنسي ماتويدي غالباً قميصاً جديداً هذا الشهر.

شاهد أيضاً